في مكتبة الإسكندرية، وقبل 6 سنوات في مؤتمر بيوفيجن 2010، كنا نراقب عن دهشة واستغراب مجموعة من العروض لعلماء أوربيين وأسيويين طوروا آليين، قريبي بل لصيقي الشبه بالبشر الحقيقيين. كنا مشدوهين بردات فعلهم التي تشابه إلى حد التماثل أقرانهم البشريين. كنا نتابع ولسان حالنا يقول: بالطبع لن يتعدوا ذلك، لن يصنعوا بشرًا يشبهوننا، تملؤهم رغباتنا، وتسيرهم شهواتنا. فستكون كارثة حينئذٍ!
اليوم، ومن خلال هذا الكوكب الأزرق (فيسبوك)،
يطل صاحبه –مارك زوكربرج- معلنًا تخطيه لواحد من أهم تحدياته الشخصية في العام
2016. إنه صنع جارفيس، جارفيس ذلك الشخصية الافتراضية في أفلام "الرجل
الحديدي Iron Man"
أصبح حقيقة.
فجارفيس زوكربيرج، يذكره بمواعيد اجتماعاته،
ويلاعب ابنته التي استيقظت للتو، ويفتح الباب الذي يطرقه والداه، ويعد له إفطاره.
جارفيس وغيره من الأنظمة كنظام
"هوم" من جوجل و"إيكو" من أمازون، تمثل قمة التطور الذي أنتجه
البشر في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، فبعيدًا عن ذلك الإنسان الآلي الذي شد انتباه
الحضور في إحدى المؤتمرات العلمية بالإسكندرية، تظهر تلك الأنظمة كإنسان آلي غير
ملموس، بل هي تطبيقات وأسطر من حروف البرمجة المعقدة.
إلى أي حد قد يصل الذكاء الاصطناعي؟ مع العلم
أن كبرى شركات البرمجة في العالم كجوجل وفيسبوك تولي هذا العلم الكثير من
الاهتمام. فعلى سبيل المثال، يعمل ربع مهندسي فيسبوك في مجال الذكاء الاصطناعي.
وكيف نضمن أخلاقية تلك البرمجيات؟ وقد خبرنا
من مطوريها قبلا انتهاكهم الشنيع لخصوصياتنا.
وإلى متى سنظل كعرب ومسلمين مجرد مستخدمين
لتلك التكنولوجيا؟
جدير بالذكر أن جارفيس
ليس التحدي الوحيد لزوكربيرج خلال 2016، فتضمنت تحدياته الشخصية تناول لحوم
الحيوانات التي يصطادها بنفسه فقط، وقراءة كتاب جديد كل أسبوعين، وتعلم لغة
الماندارين (الصينية).
ليست هناك تعليقات: